حرائق الغابات في لوس أنجليس تواصل التهام مساحات شاسعة وتفاقم معاناة السكان

sabk13 يناير 2025آخر تحديث :
حرائق الغابات في لوس أنجليس تواصل التهام مساحات شاسعة وتفاقم معاناة السكان

لوس انجليسلليوم السابع على التوالي، يواصل عناصر الإطفاء مكافحة حرائق الغابات التي اجتاحت مدينة لوس أنجليس الأميركية، والتي أسفرت حتى الآن عن مقتل 24 شخصًا وتشريد الآلاف. ومع توقع هبوب رياح قوية قد تصل سرعتها إلى 110 كيلومترات في الساعة، حذر المسؤولون من تدهور الأوضاع خلال الساعات المقبلة.

حرائق مستعرة ومخاوف متزايدة
تحولت أحياء سكنية بأكملها إلى ركام محترق، فيما يحاول الإطفائيون احتواء الحرائق التي التهمت 9500 هكتار في منطقة باليسيدس، ولم يتم السيطرة عليها إلا بنسبة 13%. ويزيد الوضع تعقيدًا مع احتمال انتقال الجمر بفعل الرياح إلى مناطق جديدة.

وأكدت الخبيرة لدى الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية، روز شونفيلد، أن الظروف الحالية “تشكل تهديدًا خطيرًا على الأرواح”، فيما شدد قائد قسم الإطفاء في مقاطعة لوس أنجليس، أنتوني مارون، على جاهزية الجهاز لمواجهة التهديد الجديد بإمدادات إضافية تشمل شاحنات ضخ المياه وعناصر دعم من مناطق بعيدة.

إجلاء السكان وسط إحباط وتحديات
اضطر أكثر من 100 ألف شخص إلى مغادرة منازلهم، بعد أن بلغ العدد في وقت سابق حوالي 180 ألفًا. ومع ذلك، يشعر الكثير من السكان بالإحباط بسبب تأخر السماح لهم بالعودة إلى منازلهم، حيث أوضح مسؤول الشرطة روبرت لونا أن الظروف الحالية، بما في ذلك الرياح والركام الخطير، تعيق عمليات المرافقة إلى المناطق المشتعلة.

في المقابل، تزداد مخاوف السكان من عمليات النهب، إذ أوقفت الشرطة عددًا من اللصوص، أحدهم تنكر في زي رجل إطفاء.

أزمة إسكان تفاقم الوضع
مع الحاجة الملحة لإيجاد أماكن إقامة للمشردين، أفادت تقارير بارتفاع الإيجارات بشكل كبير، مما زاد من الضغوط على المتضررين. كما تسببت الحرائق في إخلاء شبه كامل لجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس، رغم عدم صدور أوامر رسمية بإخلاء الحرم الجامعي.

جهود إغاثية محلية ودولية
تعززت جهود الإطفاء بوصول فرق دعم من المكسيك وأجزاء مختلفة من الولايات المتحدة، وحتى من دول بعيدة مثل أوكرانيا، حيث عرض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إرسال 150 عنصرًا للمساعدة.

أسباب الحريق وأثر التغير المناخي
بينما يستمر التحقيق الفدرالي والمحلي لتحديد أسباب الحريق، يؤكد الخبراء أن التغير المناخي ساهم في تفاقم الظروف التي تسببت في اندلاع هذه الحرائق المدمرة. توسع المناطق الحضرية والاعتماد المكثف على الوقود الأحفوري يزيد من خطر الكوارث الطبيعية، حيث باتت الحرائق جزءًا متكررًا من دورة الحياة البيئية في ظل الظروف الحالية.

التزام بإعادة الإعمار
تعهد حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم بإعادة بناء المناطق المتضررة من خلال خطة شاملة تشبه “خطة مارشال” لإعادة الإعمار بعد الحرب العالمية الثانية. وأكد أن السكان الذين فقدوا ممتلكاتهم الثمينة سيتم تعويضهم، بما في ذلك رياضيون فقدوا ميدالياتهم الأولمبية التي وعدت اللجنة الأولمبية الدولية بتعويضها.

في ظل هذه الأوضاع، يواصل رجال الإطفاء كفاحهم الشاق للسيطرة على النيران، فيما يتشبث سكان لوس أنجليس بالأمل في العودة إلى حياتهم الطبيعية وسط واحدة من أكبر الكوارث البيئية التي شهدتها المدينة.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة