ايت ملول :المصلون يستمتعون بالصلاة تحت المطر ويا لها من نعمة

sabkمنذ 6 ساعاتآخر تحديث :

الاستمتاع بالصلاة تحت المطر بعد جفاف أرق المضاجع

هناك لحظات نادرة في الحياة تحمل سكينة لا توصف، لحظات يُبعث فيها الأمل من رحم الإنهاك، وتغتسل فيها الروح من عناء الأيام. من بين تلك اللحظات، الوقوف للصلاة تحت المطر بعد ليالٍ طالت فيها أرق المضاجع، فتنهمر الدموع كما تنهمر قطرات المطر، وتمتزج مشاعر الضعف والقوة، والرجاء والخشوع.
المطر نعمة تذكّرنا بلطافة الله ورحمته، وعندما يأتي بعد فترة من الجفاف، فإنه يحمل معه إحساسًا مضاعفًا بالارتواء، ليس فقط للأرض، بل للقلوب العطشى أيضًا. وفي تلك اللحظة التي يلتقي فيها العابد بربه تحت زخات المطر، يشعر وكأن السماء تُفتح له، وكأن الكون كله يشهد على خضوعه، فيغدو صوته المتهدج بالدعاء أصدق ما نطق به قلبه يومًا.
الصلاة تحت المطر ليست مجرد طقس عابر، بل تجربة روحية عميقة، يتجلى فيها معنى الصفاء والتجديد. إنها لحظة يتجرد فيها الإنسان من ضجيج الحياة، ويقف بين يدي الله بقلب نقي، كأن المطر يغسل روحه كما يغسل الأرض اليابسة. وكل سجدة تحت المطر هي انحناءة حب، وكل دعاء يصعد مع قطراته هو رجاء بأن تحل بركة الله على النفس المتعبة.
وما أجمل أن تختتم هذه اللحظة بالسكون، حيث تتوقف زخات المطر شيئًا فشيئًا، ويشعر المصلي وكأن قلبه قد هدأ أخيرًا، وكأن الأرق الذي سلب منه راحته قد غُسل مع المطر، ليبدأ يومًا جديدًا بنقاء لم يكن ليشعر به لولا تلك الصلاة.

اترك تعليق

يجب ان تسجل الدخول لكي تتمكن من إضافة التعليقات

الاخبار العاجلة