في خطوة دبلوماسية ورياضية بالغة الأهمية، اضطرت الجزائر إلى فتح مجالها الجوي أمام طائرات الخطوط الملكية المغربية (لارام) بموجب اتفاق تاريخي أبرمته الشركة المغربية مع الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (CAF). هذا الاتفاق يحدد “لارام” كناقل رسمي وحصري لجميع فعاليات الاتحاد الأفريقي لكرة القدم في الدول الأعضاء البالغ عددها 53.
ويأتي هذا القرار الجزائري بعد أكثر من ثلاث سنوات من إغلاق المجال الجوي أمام الطائرات المغربية منذ سبتمبر 2021. ويهدف إلى تجنب استبعاد الجزائر من البطولات التي ينظمها الاتحاد الأفريقي، وكذلك لتفادي الخسائر الاقتصادية المحتملة المرتبطة بحقوق البث التلفزيوني.
وصف رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، باتريس موستيبي، هذا الاتفاق مع “لارام” بأنه “لحظة تاريخية لكرة القدم الأفريقية”، موضحًا أن هذه الشراكة ستساهم في تعزيز التكامل القاري وتسهيل تنقل الفرق والمشجعين. وذلك في الوقت الذي تقترب فيه كأس الأمم الأفريقية من الانطلاق في المغرب، وهو الحدث الذي يتوقع أن يسجل أرقامًا قياسية في الحضور والتنظيم.
من جانبه، أكد عبد الحميد عدو، رئيس الخطوط الملكية المغربية، أن هذه الشراكة تتجاوز البعد التجاري لتجسد رؤية الملك محمد السادس في تعزيز التعاون بين الدول الأفريقية عبر تسهيل التنقل وتعميق الروابط بين شعوب القارة.
كما يشمل الاتفاق تسهيلات خاصة للمشجعين داخل وخارج القارة، مثل تخفيضات على أسعار التذاكر، رحلات مباشرة، وتسهيلات للإقامة تشمل الجاليات الأفريقية في أوروبا وأمريكا والشرق الأوسط.
وفي الوقت ذاته، يعتقد مراقبون أن فتح الجزائر لمجالها الجوي يمثل خطوة نحو تهدئة الأوضاع في ظل العلاقات المتوترة مع المغرب، ويُعد انتصارًا دبلوماسيًا ورياضياً للمملكة في وقت تستعد فيه لاستضافة أهم البطولات القارية.