تحاول الصين تعزيز قيادتها لكتلة دولية متنامية كجزء من استراتيجيتها لموازنة النظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة. خلال اجتماع قادة دول منظمة شنغهاي للتعاون في كازاخستان، التقى الرئيس الصيني شي جينبينغ مع الحلفاء الاستراتيجيين، بمن فيهم روسيا، ودعا إلى “دعم متبادل قوي”.
تأسست منظمة شنغهاي للتعاون في 2001 بمبادرة من الصين وروسيا ككتلة اقتصادية وأمنية تضم دولًا في آسيا الوسطى، وتوسعت لاحقًا لتشمل إيران وبيلاروسيا. تجري المحادثات قبل قمة حلف شمال الأطلسي في واشنطن، حيث يعزز قادة التحالف الغربي دعمهم لأوكرانيا. لم يتطرق إعلان منظمة شنغهاي للتعاون إلى الحرب الروسية في أوكرانيا أو قضية تايوان.
تتوقع التحليلات أن الصين، برئاستها السنوية للمنظمة، ستركز على دمج الأعضاء الجدد وتعزيز التعاون، مما يعزز قيادتها للتحالف. أشار بيتس غيل، الزميل في شؤون الأمن الآسيوي، إلى أن منظمة شنغهاي للتعاون تقدم نفسها كبديل للنظام العالمي بقيادة الولايات المتحدة.
تسعى الصين وروسيا عبر المنظمة إلى تعزيز علاقاتهما بدول آسيا الوسطى ومنافسة النفوذ الغربي، ولكن توجد خلافات بين الأعضاء حول السياسات الداخلية والخارجية. تهدف الصين أيضًا إلى تعزيز التجارة بين الأعضاء ومواجهة التباطؤ الاقتصادي في الداخل.
تروج الصين وروسيا للمنظمة كمنافس للغرب، منتقدين “التعزيز الأحادي وغير المحدود” لأنظمة الدفاع الصاروخي في إشارة ضمنية لواشنطن. دعا شي جينبينغ إلى مقاومة “التدخل الخارجي”، ورحب بوتين بـ “عالم متعدد الأقطاب”.
يعتقد بعض المحللين أن الصين ستستغل رئاستها لتعزيز التعاون بين الأعضاء، وخاصةً في ضوء الانتقادات المتزايدة لمبادرة الحزام والطريق. ومع ذلك، يشير آخرون إلى أن المنظمة قد لا تكون قادرة على تحدي الغرب بشكل مباشر بسبب الخلافات بين أعضائها.
يرى جا-إيان تشونغ من جامعة سنغافورة الوطنية أن الكتلة تساعد أعضائها على تحمل الضغوط من الولايات المتحدة وحلفائها، لكن الأعضاء ليسوا دائمًا متوافقين في الرأي. بينما يشكك أوراسيا تيمور عمروف من مركز كارنيغي في فعالية المنظمة، مشيرًا إلى أنها تفتقر إلى هدف موحد ولا تُسند مسؤوليات جادة لأعضائها، مما يجعلها غير قادرة على إحداث تغيير فعلي.
تعمل الصين على تعزيز قيادتها لمنظمة شنغهاي للتعاون، لكن الخلافات بين الأعضاء قد تحد من تأثير المنظمة كقوة موازنة للنظام العالمي بقيادة الولايات المتحدة.
عذراً التعليقات مغلقة