شهادات مناضلين تكشف الانتهاكات في مخيمات تندوف أمام مجلس حقوق الإنسان

sabk5 مارس 2025آخر تحديث :
شهادات مناضلين تكشف الانتهاكات في مخيمات تندوف أمام مجلس حقوق الإنسان

فضحت شهادات مناضلين في مجال حقوق الإنسان وضحايا الانتهاكات التي ارتكبتها ميليشيات “البوليساريو” في مخيمات تندوف، جنوب غرب الجزائر، أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف. خلال الدورة 58 للمجلس، سلطت لمعادلة محمد سالم زرك، من الشبكة الإفريقية للتنمية وحوكمة حقوق الإنسان، الضوء على الانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان التي توثقها المنظمات الدولية مثل “أمنيستي إنترناسيونال” و”هيومن رايتس ووتش” و”فرنسا الحريات”، مؤكدة تورط ميليشيات البوليساريو والجيش الجزائري في هذه الانتهاكات.

وفي مداخلتها أمام المجلس، استعرضت زرك العديد من الأمثلة على الاختفاءات القسرية، التعذيب الممنهج، الإعدامات خارج نطاق القضاء، الاغتصاب، الاسترقاق، الحرمان من المساعدة الإنسانية، وتجنيد الأطفال. وأشارت إلى أن “في هذه المخيمات المحاصرة من القوات الجزائرية، كل خيمة تحمل قصة مرعبة ترتبط بفظاعات قادة البوليساريو”.

وقدمت زرك حالة والدها الذي تعرض للاختطاف والتعذيب حتى الموت قبل ولادتها، قائلة: “لا نعلم حتى اليوم ما مصير جثمانه”. كما سردت تجربتها الشخصية، حيث تم انتزاعها من حضن والدتها وإرسالها إلى كوبا مع آلاف الأطفال، حيث تعرضوا للأشغال الشاقة والتلقين الإيديولوجي.

وأضافت زرك أنها تعرضت للاضطهاد والقمع بمجرد عودتها إلى المخيمات بعد مطالبتها بالكشف عن مصير والدها.

من جهته، استعرض الفاضل بريكة، المعتقل الصحراوي السابق في السجون السرية للبوليساريو، الانتهاكات التي يتعرض لها المحتجزون في مخيمات تندوف. وأشار إلى القمع الشديد لحرية التعبير، وحظر الصحافة، وانتشار الاسترقاق، بالإضافة إلى القيود المفروضة على التنقل داخل المخيمات وخارجها. كما لفت إلى التمييز العنصري الذي تمارسه السلطات الجزائرية ضد الصحراويين.

وذكر بريكة الحادثة الأخيرة التي تعرضت فيها طالبات صحراويات للاعتداء من قبل السلطات الجزائرية، بعد مطالبتهن بإنهاء التمييز العنصري في ثانوية البيوض ببلدية المشرية. وقال إن الاعتداءات أسفرت عن إصابات خطيرة في صفوف الضحايا، ولم يُسمح لأسرهن بزيارتهن في المستشفيات، حيث استمر تعرضهن للاعتداءات الجسدية والنفسية.

كما نبه بريكة إلى تفاقم الحصار المفروض على الصحراويين في المخيمات، خاصة بعد قرار السلطات الجزائرية الشهر الماضي بتحديد عدد السيارات التي يُسمح لها بالخروج من المخيمات إلى 90 سيارة أسبوعياً. وكشف عن حملة اعتقالات واسعة شنها الجيش الجزائري ضد الشباب الصحراويين الذين حاولوا الفرار من المخيمات، حيث تم توثيق اعتقال 43 شابًا منذ بداية العام الجاري فقط.

وفي الختام، دعا بريكة المجتمع الدولي إلى ممارسة الضغط على الجزائر لتحمل مسؤولياتها في حماية الصحراويين الموجودين على أراضيها، ووضع حد للإفلات من العقاب الذي يشجع ميليشيات “البوليساريو” على الاستمرار في ارتكاب جرائمها ضد الصحراويين.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة