كشفت دراسة علمية حديثة، أنجزتها مجموعة من الجامعات والمؤسسات البحثية الصينية، عن ارتفاع مقلق في عدد المصابين بمرض التهاب المفاصل الروماتويدي حول العالم، مع تزايد واضح في انتشار المرض بين الفئات الشابة.
ووفق الدراسة، التي شاركت في إعدادها جامعات مرموقة مثل “ووهان”، و”هونغ كونغ”، و”فودان”، و”كونمينغ”، إضافة إلى مستشفيات صينية كبرى، فإن عدد المصابين بهذا المرض المناعي بلغ حوالي 17.9 مليون شخص في عام 2021، أي بزيادة بنسبة 13% مقارنة بعام 1990.
وأشارت الدراسة، المنشورة في المجلة العلمية المتخصصة “Annals of the Rheumatic Diseases”، إلى أن المرض، الذي كان يُسجّل غالباً لدى من هم فوق 55 عاماً، بات منذ عام 2015 يظهر بشكل متزايد في صفوف الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و54 عاماً، وهو ما يمثل تحوّلاً مقلقاً في خارطة انتشار المرض.
واعتمد الباحثون على تحليل بيانات من 953 موقعاً عبر العالم خلال الفترة الممتدة من 1980 إلى 2021، باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لرصد تطور معدلات الإصابة وأعمار المرضى، وكذلك الآثار الجانبية المرتبطة بالمرض، خصوصاً على القدرة الحركية.
ورغم تسجيل تراجع في معدل الوفيات الناتجة عن التهاب المفاصل الروماتويدي بنسبة 32% خلال العقود الأربعة الماضية، إلا أن الدراسة سجّلت ارتفاعاً في عدد الحالات التي أدت إلى إعاقات حركية، والتي تضاعفت تقريباً بين عامي 1990 و2021.
وتحذر الدراسة من أن استمرار هذا الاتجاه التصاعدي قد يتواصل خلال السنوات المقبلة، ما لم تُعتمد إجراءات وقائية فعالة، أو يتم توسيع نطاق العلاج والوصول المبكر للمرضى.
ويُعد التهاب المفاصل الروماتويدي من الأمراض المناعية الذاتية، حيث يهاجم الجهاز المناعي أنسجة المفاصل، متسبباً في التهابات وألم وتيبّس، وقد يؤدي في بعض الحالات إلى فقدان القدرة على الحركة.
ويُوصي الخبراء بضرورة الاهتمام بالكشف المبكر والتوعية الصحية، فضلاً عن تحسين سبل العلاج والتأهيل، للحد من تفاقم هذا المرض الذي بدأ يشكّل عبئاً متزايداً على أنظمة الرعاية الصحية عالمياً.