ChatGPT a dit :
يخلد الشعب المغربي، اليوم الاثنين 21 يوليوز، الذكرى الـ104 لمعركة أنوال المجيدة، إحدى أبرز محطات الكفاح الوطني ضد الاستعمار، والتي سطر فيها المجاهدون المغاربة بقيادة محمد بن عبد الكريم الخطابي ملحمة بطولية شكلت منعطفا حاسما في مسار التحرر الوطني.
وجاء هذا الانتصار التاريخي، الذي أُحرز سنة 1921، تتويجاً لسنوات من المقاومة المسلحة بالريف، والتي مهد لها القائد الشريف محمد أمزيان منذ سنة 1907 بمعارك ضارية ضد الاحتلال إلى أن استشهد سنة 1912. واستطاع الخطابي، بكاريزميته وحنكته، أن يوحد القبائل، وينظم صفوف المقاومة على أسس سياسية وعسكرية ولوجستية متينة، مما مكنه من إلحاق هزيمة نكراء بالقوات الاستعمارية، التي فقدت آلاف الجنود وعلى رأسهم الجنرال سيلفستر، مع الاستيلاء على عتاد عسكري متطور.
واعتبرت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير أن معركة أنوال لم تكن مجرد انتصار عسكري، بل شكلت مرجعاً لحركات التحرر عبر العالم، بفضل استراتيجية حرب العصابات التي أدار بها المجاهدون المعركة.
وبرغم تحالف الاستعمارين الإسباني والفرنسي، واصل الخطابي المقاومة إلى غاية 1926، حين قرر تسليم نفسه للمحتل الفرنسي حقناً للدماء، بعدما تبين له اختلال موازين القوى. غير أن روح المقاومة لم تنطفئ، بل انتقلت إلى العمل السياسي والنضال الوطني، الذي توج بتقديم وثيقة الاستقلال سنة 1944، وتصاعد الحراك الوطني بعد نفي الملك الراحل محمد الخامس سنة 1953، إلى أن تحقق الاستقلال وعودة الملك إلى أرض الوطن سنة 1955.
وتغتنم أسرة المقاومة وجيش التحرير هذه المناسبة لتجديد التعبئة والوفاء للثوابت الوطنية، وعلى رأسها الوحدة الترابية، مؤكدة دعمها للمبادرة المغربية للحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية في إطار السيادة الوطنية.
وفي هذا السياق، تنظم المندوبية مهرجاناً خطابياً وتكريمياً غداً الثلاثاء بمقر عمالة إقليم الدريوش، يتم خلاله تكريم عدد من قدماء المقاومين، وتوزيع إعانات اجتماعية، كما تنظم مختلف فروع المندوبية برامج تربوية وتثقيفية لإحياء هذه الذكرى الوطنية وترسيخ قيم المواطنة لدى الأجيال الصاعدة.
